السبت، 6 مارس 2010

القياس والتقويم



مدارس التربية النموذجية
المرحلة المتوسطة












نشرة إثرائية
القياس والتقويم






إعداد المشرف التربوي مدير المدرسة

نبيل زين العابدين أ / إبراهيم بن صالح العبدي















القياس والتقويم
مقدمة :
القياس والتقويم لهما دوراً هاماً في مجال التربية والتعليم وتزايدت أهميتهما مع تعدد وتنوع أساليب التربية وطرقها وأهدافها ، والتطوير التربوي يعتمد اعتماداً كبيراً على التقويم والمتابعة فهو يبدأ بالقياس وينتهي بالتقويم لتطوير الواقع وتحديد مشكلاته ويهدف القياس والتقويم في التربية إلى معرفة نواحي القوة والضعف في العملية التربوية من أجل تحسينها كماً وكيفاً ، ولهذا عني المربون المهتمون بإعداد المعلمين والمعلمات بتدريب وتمرين الطلبة في كليات التربية على وسائل القياس والتقويم الحديث وعلى معرفة أساليب وأسس التقويم التربوي حتى إذا تخرجوا والتحقوا بمهنة التدريس كانوا قادرين على تقويم طلابهم تقويماً سليماً والكشف عن مدى تحقيق الأهداف المرسومة وما يعترض هذا التحقيق من عقبات في سبيل بلوغ الأهداف المرسومة وما يعترض هذا التحقيق من عقبات في سبيل بلوغ الأهداف وذلك بقصد إقرار الخطط التعليمية والتربوية وتعديلها وتحسين الأساليب والتغلب على الصعاب وصولاً إلى تطوير وتحسين العملية التعليمية في مدارسنا .

مفهوم القياس :
يعرف القياس " إحصائياً " ( أنه تقدير الأشياء والمستويات تقديراً كمياً ) .
مفهوم القياس في التربية :
( القياس يعني مجموعة مرتبة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو كيفية بعض العمليات العقلية أو السمات أو الخصائص النفسية ) . وقد قال عالم النفس الأمريكي " تورندايك " ( 1874 ـ 1949 م )
" إذا وجد شيء فإنه يوجد بمقدار فمعنى ذلك أننا نستطيع قياسه " .
والقياس أضيق في معناه عن التقويم ويعني غالباً جمع معلومات كمية عن موضوع القياس . والمدرس يلجأ للقياس في أحوال كثيرة منها قياس قدرة الطفل عند التحاقه بالمدرسة وقياس مدى استفادة الطالب من جهود المدرس وقياس قدرة الطالب عند الانتقال إلى مرحلة أعلى .
ومن الوسائل المستخدمة للقياس : التقدير الشخصي والامتحانات والاختبارات والمقاييس العقلية والتحصيلية وغيرها
مفهوم التقويم :
إن التقويم أسلوب يهدف إلى تحسين النتائج والوسائل المستخدمة وحتى الأهداف .
ويعرف كمبول وايلز التقويم فيقول " التقويم عملية تصدر منها أحكام تستخدم كأساس للتخطيط ومراجعة الأساليب والأهداف في ضوء هذه الأحكام " .
ويفسر معنى التقويم آخرون بأنه ( قوٍَِِم الشيء ) أي قدره ووزنه وحكم على قيمته .
وفي التربية يقصد به معرفة إلى أي حد استطاع الطلاب الإفادة من عملية التعلم المدرسي وإلى أي مدى هذا التعلم أحدث تغييراً في سلوكهم .
والتقويم يختلف في مفهومه عن القياس فالقياس يُعنى بتحديد كمية الشيء ، بينما التقويم أشمل من القياس فهو يحدد كمية الشيء وإصدار حكم عليه وكل عملية تقييم تبدأ بالقياس .
وللتقويم معنى آخر لغوي وتربوي هو ( تحسين الطريقة وإصلاح الخطأ في أسلوب تعلم الفرد وفي عاداته وسلوكياته ) والمعلم عندما يحكم على تلاميذه يبين في حكمه مدى اقترابهم أو بعدهم عن المستوى المطلوب .
أسس التقويم :
1 ـ الشمولية 2 ـ الاستمرارية 3 ـ التعاون 4 ـ التنويع
5 ـ الاقتصاد 6 ـ التمييز 7 ـ الموضوعية والصدق والثبات .



أهمية التقويم في التربية :
التقويم عملية طبيعية يحتاج إليها كل فرد في حياته العامة والخاصة ليعرف أخطاءه فيتجنبها ويعرف أساليب سلوكه السوية فيقوي اتجاهاته فيها . وتتضح أهمية التقويم في عملية التربية والتعليم في النقاط التالية :
1ـ يحدد التقويم اتجاه المدرسة في تحقيق أهدافها فهو يبين مدى نجاح المعلم في عمله ويبين جدوى ما يستخدمه المعلم من طرق تدريس ووسائل .
2 ـ يشخص التقويم ما يصادفه المعلم والتلميذ والمدرسة من صعوبات .
3 ـ التقويم يعمل على تحسين عملية التعلم بتذليل الصعوبات التي تواجه المعلم والتلميذ وتعدل أساليب التدريس وتنقيح المناهج .
4 ـ يحفز التقويم التلاميذ على التعلم عن طريق معرفتهم مدى نجاحهم في مواقف تعليمية مختلفة واكتشاف نقاط الضعف عندهم ومعالجتها .
5 ـ التقويم مجال يمكن أن يتدرب فيه الطالب على تقويم الأمور إذا أتيحت له الفرصة للحكم على نفسه ووزن أعماله ومن هذا يتضح لنا أن كل عملية تعليمية لكي تحقق أهدافها لابد أن يصاحبها تقويم لمعرفة مدى تحقيقها أهدافها . ولكي تحقق المدرسة الحديثة وظيفتها لابد أن يصاحب الأداء فيها " عملية تقويم مستمر ليست ختامية بل مصاحبة لكل عملية تعليمية ، والتقويم أمر ضروري لتقدير مدى النجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة ".
6 ـ التقويم له أهمية كبيرة في التوجيه والإرشاد الفردي للتلاميذ فليس من المفيد أن تعرف ما لدى التلاميذ من معلومات سابقة بل ينبغي أن تعرف تحصيلهم في المواضيع المختلفة وميولهم ومستوى ذكائهم .
وهكذا تتضح لنا أهمية التقويم فهو الوسيلة الهامة لمعرفة مدى التقدم الذي يحرزه الأفراد وتحرزه الجماعة نحو تحقيق هدف من الأهداف وهذا يعطي العاملين في الميدان شعور بالثقة في أنفسهم مما يشجع على الاهتمام بتحقيق الأهداف .
أنواع التقويم :
نقدم هنا ثلاثة أنواع من التقويم وهي :
1 ـ التقويم القبلي :
يتم قبل عملية التعلم والهدف منه تحديد مدى تمكن الطالب من بعض المفاهيم والمهارات
والمعلومات اللازمة لتعلم جديد أي معرفة مدى امتلاك الطالب للأساسيات اللازمة لدراسة موضوع جديد.
2ـ التقويم التكويني ( البنائي ) :
يتم أثناء عملية التعلم ويهدف إلى معرفة سير التعلم في الطريق الصحيح وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف المرسومة ويمكن من خلاله علاج المشكلات وتصحيح الأخطاء وتحسين نتائج عملية التعلم ومن أساليبه الاختبارات القصيرة والتمارين الفصلية والواجبات المنزلية واختبارات منتصف الفصل .
3 ـ التقويم النهائي :
يتم بعد عملية التعلم ويهدف إلى معرفة مدى تحقيق الأهداف المرجوة ومستوى التحصيل لدى الطلاب بعد الانتهاء من عملية التعلم ، إذن هو يهدف إلى معرفة مدى تمكن الطلاب من المفاهيم والمهارات والمعلومات التي اشتملت عليها عملية التعلم ومن أساليب هذا النوع من التقويم الاختبارات النهائية .
أدوات التقويم :
كان التقويم في العصور السابقة قاصراً على أسلوب واحد وهو الاختبار الذي يعد في نهاية العام وفي
صورة أسئلة معقدة ولكن الآن صار للتقويم عدة أدوات متنوعة منها :
1 ـ الاختبارات . 2 ـ الملاحظة . 3 ـ المقابلة 4 ـ التقارير الذاتية 5 ـ الاستبيان 6 ـ قوائم الميول 7 ـ سلالم الاتجاهات 8 ـ السجل التراكمي .
الفرق بين عمليات القياس والتقويم :
التقويم عملية أكثر شمولاً من القياس فالقياس إحدى وسائل التقويم للحصول على البيانات والمعلومات اللازمة التي يكون على أساسها التقويم وإصدار الأحكام . حيث القياس يقف عند حد إمدادنا بالبيانات بطريقة كمية ، بينما التقويم يهتم بإصدار أحكام على هذه البيانات التي يقدمها القياس في ضوء أهداف معينة والتقويم لا يقتصر على التحصيل في المواد فقط بل يتعدى ذلك إلى فهم وتفسير التغيرات التي تطرأ على سلوك الشخص وقد أشار مونرو في كتابه ( Educational Measurement ) إلى الفرق بين القياس والتقويم : قال إن القياس يهتم بنواحي معينة هي تحصيل المادة والمهارات والقدرات الخاصة ولكن التقويم يوجه الاهتمام إلى التغيرات العريضة في الشخصية والأهداف الهامة للنظم التعليمية والبرامج التربوية . وعموماً يستخدم كل من القياس والتقويم في تحديد فاعلية أوجه النشاط في الإشراف فيهتم القياس بتحديد التغيرات التي تطرأ على أساليب التدريس أو التعلم أما التقويم يهتم بتحديد قيمة هذه التغيرات أو النتائج التي تحققت وكل من القياس والتقويم ضروري لتحديد مدى فاعلية النشاط الذي يمارس .
المشكلات والصعوبات التي تواجه عملية القياس والتقويم :
يوجد الكثير من المشكلات والصعوبات التي تواجه عملية القياس والتقويم منها :
1 ـ شمول وتعدد مجالات التقويم ونواحيه .
كان الاهتمام سابقاً منصباً على قياس نتائج حفظ بعض الحقائق والمعلومات أما الآن الاهتمام لاختبار وتقويم نتائج التعلم مثل الفهم ـ المهارات ـ الاتجاهات والقيم ـ التذوق وغيرها .
2 ـ النتائج التي يراد تقييمها تشتمل على مجموعة معقدة من صفات عديدة مترابطة مع بعضها وهذا يتطلب منا استخدام مختلف الوسائل المستحدثة للقياس والتقويم .
3 ـ النتائج التي نريد قياسها قد تكون معنوية وتجريدية وليست محسوسة وخاصة مثل الجرأة والتعاون والأمانة والصدق وهي أشياء لا يمكن قياسها بسهولة إلا إذا ظهرت في جوانب معينة من السلوك ويمكن استنتاجها بالملاحظة والمراقبة المتكررة لزمن طويل .
4 ـ وسائل القياس وطرق استخدامها غالباً ما تكون معرضة للخطأ في الحكم على النتائج التي يراد قياسها إذ أن الأدوات والأساليب الحديثة المستخدمة في القياس والتقويم لا تزال غير كاملة ومبعثاً للشك في صدق ودقة النتائج التي نقيسها .
5 ـ لعل من أهم المشاكل والصعوبات هي عدم وجود الأشخاص المؤهلين للقيام بعملية التقويم والقياس وهذه العملية تتطلب التدريب على استخدام معدات القياس ووسائله فمن الضروري التفكير فيمن يقوم بالتقويم هل هو الموجه أم المدير أم المعلم ؟ الواقع يتطلب من هؤلاء جميعاً القيام بهذه المهمة لأن عملية تقويم نظام تعليمي يحتاج إلى تعاون الجميع ولهذا لابد من تدريب الموجهين والمديرين والمعلمين تدريباً كافياً على القيام بعملية التقويم والقياس .




المراجع
القياس والتقويم في المدرسة الحديثة . د / رمزية الغريب
ـ أساسيات القياس والتقويم في التربية والتعليم .
د / غانم سعيد العييدي ، د / حنان عيسى الحيوري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق